ملخص حول جريمة عدم تسديد النفقة
يتناول هذا المقال ملخص مبسط حول جريمة عدم تسديد النفقة والتي تشير إلى جريمة الامتناع عن أداء ودفع النفقة المالية المقررة بموجب حكم قضائي بات ونهائي. تعد هذه الجريمة واحدة من الجرائم الخطيرة الماسة بكيان الأسرة والمنصوص عليها في قانون العقوبات الجزائري.
|
تعريف جريمة عدم دفع النفقة:
يمكن تعريف جريمة عدم دفع النفقة بأنها "امتناع الشخص الملزم شرعاً وقانوناً بدفع نفقة مالية لصالح زوجته أو أحد أقاربه المنصوص عليهم قانوناً، عن الوفاء بهذا الالتزام المالي تجاه أسرته رغم صدور حكم قضائي بات يلزمه بذلك" حسب ماجاء في المادة 331 من ق.ع،.
الشروط المتعلقة بجريمة عدم دفع النفقة:
- وجود دائنين محددين بالنفقة: ويشمل ذلك الزوجة والأبناء والأصول والفروع، حسب ما نص عليه قانون الأسرة من استحقاقات مالية لكل منهم.
- صدور حكم قضائي نهائي يلزم المدين بدفع النفقة: حيث يجب أن يكون هناك حكم بات صادر عن محكمة وطنية يلزم المدين بدفع النفقة، وأن يكون هذا الحكم نهائياً أو واجب النفاذ.
أركان جريمة عدم تسديد النفقة :
الركن المادي:
- يتمثل الركن المادي لهذه الجريمة في سلوك امتناع الشخص عن أداء النفقة بالكامل أو حتى جزء منها، التي قضى بإلزامه بدفعها حكم قضائي مبرم ونهائي، وذلك لمدة زمنية محددها المشرع بشهرين كاملين بموجب نص المادة 331 من قانون العقوبات.
- أما الركن المعنوي فهو عبارة عن القصد الجنائي بعنصريه العلم والإرادة، حيث اشترط القانون توافر العمد وسوء النية لقيام هذه الجريمة، وافترض سوء نية الممتنع ما لم يثبت العكس.
العقوبات المقررة لجريمة عدم تسديد النفقة :
العقوبة الأصلية المقررة قانوناً لجريمة عدم دفع النفقة هي الحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات، بالإضافة إلى غرامة مالية من 50 ألف دينار إلى 300 ألف دينار، عملاً بنص المادة 331 من قانون العقوبات. كما أجاز القانون للقاضي تكميل العقوبة بالحرمان من بعض الحقوق بمقتضى المادتين 14 و9 مكرر 1 من ذات القانون.
من حق المجني عليه (الدائن بالنفقة) أن يتنازل عن حقه في رفع الشكوى مما يترتب عليه انقضاء الدعوى العمومية، غير أن هذا التنازل لا يعفي الجاني من التزامه القانوني والأخلاقي بسداد النفقة المستحقة لمستحقيها من أفراد أسرته.
لتفاصيل أكثر حول الموضوع يمكنك قراءة وتحميل هذه المحاضرة للدكتورة بن كرور ليلى :
ختامًا، يُظهر هذا المقالمدى تأثير جريمة عدم دفع النفقة على كيان الأسرة. يجب على المجتمع أن يعترف بأن الحفاظ على حقوق أفراد الأسرة وتأمين حياتهم المادية أمر أساسي للحفاظ على استقرار الأسرة والمجتمع بشكل عام. وتعكس العقوبات المقررة قانونيًا تلك الأهمية والحاجة إلى حماية حقوق الزوجة والأولاد.
ومن أهم النقاط التي توصلنا اليها مايلي :
- جريمة عدم تسديد النفقة المقررة قضائياً تعد من الجرائم الناتجة عن الإخلال بالالتزامات العائلية والزوجية.
- تتحقق الجريمة بامتناع الشخص الملزم قانوناً بدفع النفقة (كالزوج) عن تنفيذ حكم قضائي نهائي يلزمه بدفعها.
- لقيام الجريمة شرطان أساسيان وهما وجود دائنين بالنفقة وصدور حكم قضائي بها.
- تناولت بعض التشريعات هذه الجريمة وفرضت عقوبات على مرتكبها تتمثل في الحبس والغرامة.
- يتاح للمتهم فرصة الصفح أو إجراءات بديلة كالوساطة الجنائية في بعض التشريعات.
- تهدف التجريم والعقاب لحماية استقرار الأسرة وتأديب من يخل بالتزاماته تجاهها.
من الجدير بالذكر أن المشرع قد فتح الباب أمام الجدل حول تطبيق سياسة جنائية تصالحية بالسماح بالصلح والتوفيق بين الأطراف المتورطة في هذه الجريمة. وهذا يعكس توجهًا نحو الحلول البناءة بدلاً من التركيز الكامل على الردع الجزائي.
في الأخير ، يجب على المجتمع أن يعمل على تعزيز الوعي بحقوق وواجبات الأفراد فيما يتعلق بالنفقة المالية وضرورة الالتزام بها. ذلك يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والمحافظة على تماسك الأسر واستقرار المجتمع بشكل عام.